أبْحرَتْ ذِّكرياتي لِذلِكَ الصّـباحُ الْجَميلُ الَّذي جَــمَعَني بِحبَيبتي، ومعشوقةِ قَلْبي في ذلِكَ اللِّقاء الْحَميمُ حينها كُنْتُ جالِساً فَوقَ مَقْعَدي الْخَشَبيّ وأمامي نافورَة ماءٍ مُنْسابةٍ بِصَوْتِها الْعذبِ ، كُنْتُ أُمْسِـكُ بِيَدي كِتاباً ، عِنْدَها اقْتَرَبَتْ وَجَلَسَتْ خَلْفي مُمْسِـــكة بكتفي ، تتأمّلُ صَفَحاتهِ ، بَدَأَتْ تُداعِبُ شَعْرَ رَأسي بِأنامِلها الْغَضَّةِ الطَّرِيَةِ ، شفتاها فَوْقَ شِـــفتي لِتمنَحَها قُبْلَةَ عاشِـقة مُتَيَّمة ، ثُمَّ حَدَّقَتْ بي وارْتَمَتْ بِحُضنِيَ الدّافئ لِأَرى ذلِكَ الْجَمالُ السّــاحِرُ من بريقِ عَيْنَيْها هامساً أُحِبُّكِ ، سَرَحْتُ في جَمالِها الْوَرْدّيّ ، وَبَقي الْكِتابُ وَفِنْجانُ القهوةِ يَنْظُرانِ بِشَوْقٍ وَحنينٍ لِذلكَ الْحُبّ الأبديّ .
