مرحبآ بك في منتديات نسوانجي

قم بتسجيل عضويتك الان وتمتع بمشاهده المحتوي علي المنتدي بدون اي اعلانات مزعجه والتواصل مع الاعضاء والعديد من المميزات .

التسجيل الآن!

جسدي ثمنه روحك القسم الثاني (1 مشاهد)

  • بادئ الموضوع مسافر للمتعة
  • تاريخ البدء
م

مسافر للمتعة

ضيف
زائر
عند عودتي من بيت عمي من الشرقاط، ومع اللحظة المبهرة التي رأيت فيها العيون السوداء الجميلة جدا لأبنة عمي، فإنني مع ذلك صممت مع نفسي أن لاأعود الى هذا البيت أبدا وأن أنزع من رأسي کل مايتعلق بهم، وعدت الى عالمي الغارق في الفسق والفجور والرذيلة بکل أنواعها.

بعد أيام، فوجئت بوالدي وهو يخاطب والدتي على مسمع مني قائلا: ألم أقل لك بأنه سيحصل بينهما ماقد توقعته! فأجابت والدتي التي کانت هي الاخرى تريدني أن أتزوج واحدة من بنات أخواتها أو أخوانها قائلة: مالذي حصل خلال فترة قصيرة؟ لم يحصل أي شئ! فصاح والدي: أصبري وسترين بعيونك.

الحقيقة لم أهتم بذلك وحتى لم أرد بکلمة واحدة، ومضيت لحالي ولحياتي خصوصا وأنا صرت بين ليلة وضحاها زوجا لطبيبة تکبرني کثيرا، علما بأن أختي سألتني عن ماحدث في الشرقاط فأقسمت لها بأن أي شئ لم يحدث وإن والدي يقول کلاما لايوجد أي أثر له في العقيقة والواقع.

بعد أيام صادف أن سافرت الى بغداد مع بعض الاصدقاء ولبثنا ليومين وعدنا مساء أحد الايام، وعندما دخلت بيتنا، فوجئت بوالدي يناديني: تعال يا ملعون أبنة عمك منذ يومين هنا وأنت تسرح وتمرح في بغداد! الحق شعرت بإنقباض في صدري وذهبت الى صالة بيتنا بکل برود ورحبت بها وأدرت وجهي لأعود الى غرفتي، فصاح بي والدي: ماهذا؟ أهذا ماعلمتك من تربية؟ فإلتفت الى والدي وقلت له: أنا الان جئت من السفر وتعبان أليس من حقي الاستراحة قليلا؟ قلت ذلك وذهبت الى غرفتي وغيرت ملابسي وأنا ألعن ذلك اليوم الذي ذهبت في الى الشرقاط.

بعد قليل، جاءت أختي وقالت لي بهدوء: رجاءا لاتسبب مشکلة وتعال أجلس معنا قليلا. فقلت لها: أن لاأحب عائلة عمي کلها ولاأريد رٶيتهم! ففاجئتني بقولها: بلقاء أيضا تقول ذلك وهي تحبك کثيرا ومتألمة جدا لما حصل لك في بيتهم! کلام أختي کان له تأثيرا وصدى في داخلي حيث شعرت بنوع من الارتياح لهذا الکلام وخصوصا لما قصدته بکون أبنة عمي تحبني، لکنني طبعا لم أود أن أکبر الموضوع بأن أطلب من أختي أي نوع من الحب تقصد!

ذهبت الى الصالة وجلست قريبا منها ولکن ليس في مقابلها کما کانت تفعل هي. ودار حديث عام بيننا کنت خلاله أقل المتکلمين، وبعد ساعة تقريبا بدأت أتثاوب فخاطبتني أبنة عمي: لماذا لاتذهب للنوم أنت تعبان! طبعا قالت ذلك بنبرة شعرت فيها بضيقها مني. ونهضت من فوري وذهبت الى فراشي وإستسلمت لنوم عميق.

في صباح اليوم التالي، طلبت مني أختي بأن أصطحبهما"هي وأبنة عمي" الى الشرقاط، وأعود فورا ومع إنني شعرت بضيق من ذلك ولکنني قلت في نفسي؛ طالما ستعود الى الشرقاط فذلك يعني بأنني سأتخلص منها، وأسرت لها برأسي بالموافقة.

وذهبنا للنقليات وطوال الطريق کان الحديث يدور بين أختي وبين أبنة عمي، وعندما رکبنا المينيبوس تعمدت أختي أن تجعلها بيني وبينها، وما إن إنطلق المينيبوس بإتجاه الشرقاط حتى وضعت أبنة عمي يدها على کتفي وخاطبتني بتهکم وسخرية واضحين: سمو الامير! ممکن تتکرم بالنظر إلينا ولو لثواني! الحق شعرت بنوع من تأنيب الضمير في داخلي وأردت الکلام لکنها إستمرت في کلامها قائلة: مشکلتنا في البيت هي أمي، أنا لاأدافع عنها هي هکذا ولکن لماتعاقبني أنا بذنب منها؟ وقلت لها بهدوء: أنا لم أعاقب أحدا لکن ماحدث شئ من الماضي وأنا من جانبي نسيته! فقالت بنبرة عتاب: تدري کم مرة زارنا أهلك وکنت أتمنى رٶيتك وکم مرة جئت مع عائلتي الى بيتکم وکانت أمنيتي رٶيتك، لکن لم أراك إلا مرتين کان أتعسهما هذه المرة، ماذا تتصور نفسك؟ أنت مغرور ومتکبر، وسوف أمسحك من رأسي ومن قلبي!

کلامها هذا هزني من جوانب عديدة، ووجدت نفسي قد بالغت کثيرا في تصرفاتي ومن دون شعور وضعت يدي على کتفها وأنا أقول: بلقاء أنا آسف ****** لم أقصد ذلك. لکن المفاجأة التي لم أتوقعها أبدا هي إنها عندما رفعت رأسها ونظرت لي رأيت الدموع تنزل من عينيها! وأدرکت عندئذ بأنها تکن لي الحب تماما. وخاطبتها وأنا أبدي تأثري بها: صدقيني بلقاء ****** أنا لم أقصد أبدا أن أسبب لك أي حزن أو ألم وحتى إنني ألعن الساعة التي قادتني الى بيتکم، وقاطعتني بقولها:وحتى تلعن الساعة التي جئت فيها الى بيتنا! وإلتفتت الى أختي وهي تريد جعلها شاهدا ضدي: سمعتي حضرته؟ هو يلعن مجيئه الى بيتنا؟ ولم أتمالك نفسي فأطلقت ضحکة خفيفة وقلت وأنا أريد أن أهدئها وأعرب عن أسفي لها: جلالة الملکة! أنا لم أتعود على مجالس الملکات وخصوصا ذوات العيون السود الجميلة جدا جدا! هذا الکلام کما يبدو نزل عليها بردا وسلاما خصوصا وإنها تبادلت مع أختي نظرات وإبتسامات، ورفعت عيونها وهي تنظر لي نظرة عميقة جدا شعرت وکأنها إخترقت أعماق قلبي وقالت بکلام بالغ الرقة وکأنها تريد سماع المزيد: ما‌هذا الکلام؟ هل تسخر مني؟

فقلت: لا ****** أنا لم أقل کلاما لا أقصده! فقالت: هل تريد أن أنسى کل الذي جرى بيننا؟ فهتفت: طبعا أريد ذلك! فقالت: إذن تبقى مع أختك في بيتنا! الحقيقة ماإن سمعت کلمة بيتنا حتى شعرت بإنقباض ولذلك تحججت بأنني لم أخبر والدي بذلك، وإنه علي العودة مرة أخرى الموصل ومن ثم العودة الشرقاط، وسألتها: هل تريدينني أن أقوم بذلك ويحصل کل ذلك التعب لي؟ وکنت أتصور بأنها ستوافقني الرأي، لکنها قالت وهي تنظر لي نظرة آسرة: أنت وصفتني بالملکة أليس کذلك؟ فقلت: نعم وقد قصدت ذلك فهل لازلت تشکين بکلامي؟ فقالت: الملکة تأمرك بالبقاء لکي ننسى کل الذي جرى! والحق لم أجد نفسي إلا وأنا أقول لها: حسنا ولکن علي العودة الى الموصل ومن ثم العودة الى الشرقاط. فإبتسمت وقالت: حسنا سأنتظرك وإياك أن لاتأتي! ومن دون سابق إنذار قلت لها: عندي طلب منك! وهزت برأسها وکأنها تقول ماهو، فقلت: هل يمکن أن أرى شيئا من شعرك الذي تعتقلينه بهذا الحجاب؟ فنظرت الى أختي وهي تقول لها: هل هذا هو الحمل الوديع لوالدتك؟ وأرتني شيئا من شعر أسود ناعم. ولنا لقاء آخر.
 

المستخدمين الذين يشاهدون هذا الموضوع

أعلى